<i
سانت بطرسبرغ 18-10-2017
أُجبر الوفد البرلماني الإسرائيلي مساء اليوم على الانسحاب من اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي المنعقد في مدينة سانت بطرسبرغ، وذلك أثناء إقرار المجلس الحاكم التابع للاتحاد للتقرير الخاص بأوضاع النواب الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقوبل اعتراض الوفد الإسرائيلي ورئيسه نحمان شاي على ما جاء في ذلك التقرير بعاصفة من الاحتجاج الكبير والرفض الشديد من قبل قاعة الاجتماعات بأكملها استنكارا لكل ادعاءاته الكاذبة والتي حاولت تسويق الديمقراطية الإسرائيلية في هذا المحفل البرلماني الدولي الذي يمثل 176 برلمانا في العالم ،جاء ذلك بعد ان اقر المجلس الحاكم للاتحاد اليوم تقريرا حول النواب الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي أعدته لجنته الفرعية التي تعنى بحقوق الإنسان للبرلمانيين، والذي يطالب الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج الفوري عن النواب الفلسطينيين الأسرى في سجونه، وينتقد سياسة الاعتقال الإداري بحقهم، وينتقد كذلك رفض ممثل الكنيست الإسرائيلي طلب الاتحاد البرلماني الدولي للقاء لجنة حقوق الإنسان البرلمانيين التابع له.
وقال قيس أبو ليلى عضو الوفد الفلسطيني المشارك في رده على ممثل الوفد الإسرائيلي: إن الديمقراطية التي يدعيها ، لا يمكن ان تبنى على أنقاض القانون الدولي وحقوق الشعوب الأخرى، وقدم الوفد الإسرائيلي الآن نموذجا حياً للتحدي الأرعن لإرادة القانون الدولي، وتحدي مبادئ وأهداف الاتحاد البرلماني الدولي.
وأضاف أبو ليلى : سمعنا ألان كيف تمارس إسرائيل الديمقراطية وتتحدى العالم أجمعه، مشيرا إلى أن توصيات لجنة حقوق الإنسان التي اعترض عليها الوفد الإسرائيلي توضح بشكل ملموس الانتهاكات المتتالية لحقوق النواب الأسرى في سجونها، فأين هي الديمقراطية وأين هو القضاء العادل الذي يتشدق به ممثل الكنيست، فهل من العدالة أن يمنع القانون القضائي الإسرائيلي المعلومات حول الأسرى، فهو ليس بقضاء عادل، إنما هو قضاء عسكري احتلالي، ولسنا ملزمين أن نعليه على القانون الدولي.
وأردف أبو ليلى: إن الديمقراطية تعني احترام القانون الدولي، مشيرا إلى المحاكمة الصورية للجندي الإسرائيلي القاتل آزاريلا الذي قتل المواطن الشريف في الخليل وهو جريح أمام عدسات الكاميرات، وكانت محاكمته صورية، وسيطلق سراحه، فهذا هو الاحترام الذي يمارسه الاحتلال ضدنا.
وتناول الكلمة بعد ذلك عدد من الوفود ورؤساء البرلمانات التي صبت جام غضبها على ممثل الكنيست في الاجتماعات مما اضطره إلى الانسحاب من قاعة الاجتماعات، فقد طالب رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم أن يحمل الوفد الإسرائيلي حقائبه ويغادر القاعة ألان، فلا مجال للإرهابي ان يكون في هذا المحفل البرلماني الدولي، فلا يمكن قبول ممثلين عن الاحتلال ، قتلة الأطفال والنساء في فلسطين.
وقالت عضو مجلس النواب الأردني وفاء بني مصطفى التي تشارك في هذه الاجتماعات: إن النواب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال مناضلين وليسوا إرهابيين كمل ادعى ممثل الكنيست الإسرائيلي، فالإرهاب يمارسه الاحتلال ليل نهار في فلسطين، ويمارس التمييز العنصري كما جاء في تقرير ريما خلف المديرة العامة السابقة للإسكوا.
كما أشار ممثل الوفد الباكستاني إلى أن دولة تمارس سياسة قتل الأطفال والنساء هي التي يجب ان توصف بالإرهاب، بغض النظر عن الصفة التي يشارك فيها ممثل الكنيست في هذا الاجتماع، منتقدا ازدواجية المعايير التي تستخدم في صياغة بعض القرارات الخاصة بالأسرى الفلسطينيين خاصة النواب منهم، فيجب أن تكون قوية لأننا نتعامل مع دولة تمارس الإرهاب ضد شعب بأكمله، كما وصف ممثل البرلمان السوري في الاجتماعات اعتراض الوفد الإسرائيلي بالإرهاب الذي مارسه بالنظام الفاشي الذي حاربه شارل ديغول، مطالبا بطرد الكنيست الإسرائيلي من الاتحاد.