الثلاثاء:23 -1-2018
استقبل اليوم فخامة الرئيس التركي رجب أردوغان وفد فلسطيني برلماني يزور تركيا تلبية لدعوة جمعية الصداقة التركية الفلسطينية.ورحب الرئيس التركي بالوفد الفلسطيني قائلا: أرحب بكم في بلدكم الثاني وأؤكد لكم أن تركيا دوما ستبقى من أجل فلسطين والقدس، لقد دعينا الى مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي اثر قرار ترامب العنصري اتجاه القدس ، ودفعنا 146 مليون دولار عبر عدة مشاريع في الضفة وغزة من خلال مؤسسة تيكا في إطار بناء مشفى في طوباس والمدينة الصناعية جنين وبناء سكن للطالبات، الشعب التركي عيونه تتجه نحو القدس ، علينا أن نعمل لأجل الوحدة وتوحيد الجهود لقضية القدس.
وأضاف الرئيس التركي بأن العالم الإسلامي والمسيحي موحد ضد إعلان ترامب، وموقف البابا فرانسيس واضح، وأكد على ضرورة الدفع باتجاه اعتراف دول أوروبا التي لم تعترف بفلسطين ورفع معاناة الشعب الفلسطيني، وتعهد بالعمل على التواصل مع الرئيسين الروسي والفلسطيني من أجل قضية القدس وقال:
الموقف الروسي عظيم ويدعم القضية الفلسطينية، وتجري الاتصالات حاليا مع الرئيس الأمريكي وسأبلغه موقفنا مباشرة وبشكل واضح ، نحن قلقين من إنهاء الدعم للأنروا وسنعمل من جانبنا على توفير كل الدعم اللازم في تموز القادم حيث سنتولى رئاسة الأنروا.
وألقى رئيس الوفد الفلسطيني محمد اللحام كلمة أمام الرئيس التركي عبر فيها عن المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني مثمنا صلابة وقوة الموقف التركي والمتمثل في عقد القمة الإسلامية وأعرب عن شكره وامتنانه وسعادته بلقاء الرئيس التركي الذي قدم كل الدعم والتأييد للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وتحدثت عضو لجنة الصداقة فدوى البرغوثي عن الأسرى الفلسطينيين بما فيهم النواب المعتقلين وقضية مروان البرغوثي والظروف التي تعرض لها في سجون الاحتلال،ووجهت النائب أبو زنيد التحية لنساء تركيا لوقوفهم جنبا إلى جنب مع نساء فلسطين لنصرة القدس ، ونقل الوفد الفلسطيني تحيات الرئيس الفلسطيني محمود عباس للرئيس التركي.
وعقد الوفد الفلسطيني المؤلف من أعضاء من المجلس التشريعي وجمعية الصداقة الفلسطينية التركية سلسلة اجتماعات ولقاءات عمل مع عدة شخصيات رسمية كان أبرزها لقاء نائب زعيم حزب العدالة للشؤون الخارجية باسم فخامة الرئيس التركي رجب أردوغان وكل من حسن توران رئيس لجنة الصداقة الفلسطينية ونواب من حزب العدالة والتنمية، ورئيس مجلس الأمة بالوكالة نيابة عن اسماعيل كهرمان.
ويترأس الوفد الفلسطيني محمد اللحام ويرافقه كل من النواب وأعضاء لجنة الصداقة الفلسطينية التركية فدوى البرغوثي، نجاة الأسطل، جهاد أبو زنيد، سهام ثابت ، محمد حجازي، محمد أو عليا، جمال الخطيب-مساعد الأمين العام للشؤون القانونية، والطاقم الإداري المكون من مدراء الدوائر الإعلامية والعلاقات العامة والبروتوكول في المجلس ابراهيم عازم، ربيع البرغوثي وأماني الشريف.
وبدأت اللقاءات منذ اللحظة الأولى لوصول الوفد الفلسطيني إلى قاعة الشرف في مدينة أنقرة ، وكان في استقبال الوفد الفلسطيني كل من فائد مصطفى سفير فلسطين في تركيا وحسن توران رئيس لجنة الصداقة التركية الفلسطينية وعدد من أعضاء لجنة الصداقة.
ولاقت هذه الزيارة ترحيبا واهتماما على أعلى المستويات حيث جسدت عمق العلاقة التي تربط ما بين البلدين على المستوى الرئاسي والبرلماني عبر خلالها نائب زعيم حزب العدالة للشؤون الخارجية باسم الرئيس التركي عن دعمهم وتأييدهم للقضية الفلسطينية وإسنادهم للشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية ، وقال: إن الالتقاء بكم والاستماع إليكم أمرا في غاية الأهمية لنا ، نقل السفارة الأمريكية الى القدس وإعلان ترامب أن القدس عاصمة إسرائيل يهدد الضمير الإنساني ، العالم كله وجه الانتقادات لهذه المبادرة ، ونتطلع إلى تطورات تتعلق باتخاذ القرار في الهيئة العامة للأمم المتحدة لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وشدد رئيس الوفد الفلسطيني على ضرورة إبقاء القضية الفلسطينية وموضوع القدس موضوع الساعة لما لهما من أهمية على المستوى الإقليمي والدولي مثمنا الدور التركي الرافض لقرارات ترامب والمتمثل بموقف الرئيس أردوغان والخطوات التي قام بها والتي تؤكد على وقوفه ودعمه للقضية الفلسطينية، كما أكد اللحام على ضرورة تعميق وتوطيد أواصر التعاون ما بين الجانبين في عدة مجالات اقتصادية وصناعية ودبلوماسية واجتماعية.
وفي نفس الجانب أعرب رئيس لجنة الصداقة حسن توران عن دعم وتأييد اللجنة للقضية الفلسطينية والجانب الفلسطيني في معركته لنصرة القدس والقضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية مؤكدا على عمق وحميمة العلاقة ما بين الجانبين والاستعداد الدائم لمواصلة الجهود والتعاون في كافة المجالات.
وركز النواب في مداخلاتهم على عدة قضايا كان أهمها موضوع الأسرى من النواب وضرورة تكثيف الضغط على المجتمع الدولي وبذل الجهود المشتركة لإطلاق سراحهم ، وقالت البرغوثي: نتمنى على البرلمان التركي أخذ موضوع النواب كقضية حقوق إنسان وفضح سياسة الاحتلال وانتهاكاته المستمرة في هذا المجال. كما أكد النواب على ضرورة تعزيز الجهود المشتركة ما بين الجانبين الفلسطيني والتركي في عدم تغيير معالم القدس رغم التعنت الإسرائيلي لاستهداف هذه المدينة من خلال الاستفادة من الأرشيف العثماني للحفاظ على أراضي مدينة القدس.
وفي سياق متصل التقى الوفد الفلسطيني بالأمين العام لاتحاد الغرف والبورصات التركية في غرفة التجارة بحضور كل من حسن توران والسفير الفلسطيني فائد مصطفى الذي قدم للوفد شرحا مستفيضا عن هيكلية الاتحاد الذي ينتمي اليه أكثر من مليون عضو من كافة التجار في تركيا إضافة إلى 365 غرفة وبورصة على صعيد تركيا، وجامعة خاصة أسست عام 2003 تم تحويلها لمشفى جامعي ، وقام الاتحاد بتأسيس وقف يهتم بالأبحاث والدراسات الاقتصادية تقوم بمواصلة نشاطاتها في المنطقة الصناعية في مدينة جنين، وأكد الأمين العام أيضا على وجود تعاون وثيق تركي فلسطيني في المجال الصناعي والاقتصادي.
من جانب آخر التقى الوفد بوزيرة العائلة التي وجهت التحية والتقدير لنساء فلسطين مؤكدة على استعدادها لدعم المرأة الفلسطينية في كافة المحافل الدولية من خلال برامج الدعم السياسية والدبلوماسية وتقديم الخبرات والاستفادة من المؤسسات الشبيهة التركية خاصة وأنها تتولى رئاسة الدورة الحالية للجنة المتعلقة بالمرأة في منظمة التعاون الإسلامي وتم تشكيل مجلس الاستشارة للنساء. وعبرت النائب ابو زنيد والبرغوثي عن شكرها وتقديرهم للمرأة التركية التي قامت بمساندة ودعم المرأة الفلسطينية في معركة الدفاع عن القدس.